النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الكافي الوافي في فك طلاسم القذافي

  1. #1
    (مستشار) المنتديات الشبابية والتقنية الصورة الرمزية أبوجهاد العرادي
    تاريخ التسجيل
    31 - 7 - 2005
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    4,156
    معدل تقييم المستوى
    711

    جديد الكافي الوافي في فك طلاسم القذافي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..


    هذا كتاب اسمه الكافي الوافي في فك طلاسم القذافي ..بقلم : د. احمد ابو مطر
    عباره عن ثلاث حلقات . . يتحدث فيها عن فكر ونوادر وامور اخرى للقذافي . .

    والله لا ادري اين اضع هذا الموضوع هل في قسم الاستراحه .. لانه تتحدث عن نوادر ونكت كنوادر جحا . .

    ام في قسم الكتب . . ولكن اضعه في قسم الاستراحه . .

    نبدأ الموضوع كما هو والكتاب كما هو . .وببعض التصرف مع ذكر المصدر . .


    اخوانى الكرام نظراً للتصريحات التي أطلقها الزعيم الليبي معمر القذافي حول مطالبته بالسماح لغير المسلمين بالطواف حول الكعبة .لذلك وجدت من الطبيعى إلقاء الضوء على شخصية هذا الرجل الذى يطالعنا كل فترة بنادرة من نوادره ... فلقد ولت نوادر جحا وحلت مكانها نوادر القذافي والذى ستتحول فى يوم من الايام الى تراث من تراثنا العربي والذى سيحمل عنوان (نوادر القذافى فى ليبيا) كا مثيلتها (نوادر جحا فى بغداد)
    وبغير ان تدرك معنى "التياسة" لا يمكن ان تفهم "الكتاب الاخضر" و"الكتاب الابيض" و"اسراطين" و"النهر العظيم" و"النظرية الثالثة" و"الولايات العربية المتحدة" و "الحقراء" ... وكلها مؤلفات ونظريات وفلسفات وضعها هذا القذافي ... مع احترامي الشديد للشعب الليبي


    . . .


    الكافي الوافي في فك طلاسم القذافي
    كيف قامت جماهيرية العقيد القذافي؟


    الحلقة الاولى
    بقلم : د. احمد ابو مطر

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    في الفاتح - اي الاول- من سبتمبر (ايلول) عام 1969 وصل الملازم اول معمر القذافي الى الحكم في المملكة الليبية المتحدة عبر انقلاب عسكري وكان اول ما فعله بعد طرد الملك ادريس السنوسي ان اعطى نفسه رتبة (عقيد) وزميله في الانقلاب عبد السلام جلود رتبة (رائد) وغير اسم البلاد ليصبح (الجمهورية العربية الليبية) وغيره عام 1986 ليصبح (الجماهيرية العربية الليبية الديمقراطية الشعبية العظمى) مع الاعتذار ان كنا قد قدمنا صفة على اخرى وكان اول ما فعله العقيد القذافي عقب استيلائه على السلطة ان دعى جمال عبدالناصر الى زيارة (ارض الفاتح العظيم) كما كان يصفها القذافي ولبى عبد الناصر الدعوة واحتشدت الجماهير لاستقباله واصر العقيد القذافي ان يخطب عبد الناصر في الجماهير من شرفة قصر ولي العهد الليبي الامير رضا ادريس السنوسي ولما كانت فتحات الشرفة صغيرة لا يرى عبد الناصر الجماهير منها جيدا تقدم العقيد دافعا طوب الشرفة بقدميه ليفتح فيها ثغرة اوسع وظل حريصا على عدم ترميمها بعد ذلك لتصبح هذه الثغرة من المعالم الثورية التي يجب ان يراها زوار ليبيا كدليل على 0ثورية) قدم القذافي انبهر عبد الناصر يومها كثيرا بهذا الشاب الثوري لذلك صرح عند عودته الى القاهرة بانه يعود الى بلاده وهو مطمئن على مستقبل الوحدة والقومية العربية فقد وجد في العقيد افضل الخفر الذين سيحرصون على حمايتها وتسمينها الوحيد الذي لم يكن مرتاحا عام 1969 لانقلاب الملازم اول القذافي هو صلاح شديد (فك الله اسره) فقد قال في جلسة خاصة انا غير مطمئن لهذا الانقلاب الذي مرت دباباته ومدرعاته عابرة نحو القصر الملكي من امام قاعدة (هويلس) الامريكية وعلى مرأى من ضباطها وجنودها وهي آنذاك القاعدة التي تتحكم بشكل محكم في كافة التحركات العسكرية على اراضي المملكة الليبية المتحدة وتعرف مسبقا بكل تحرك واتجاهه واهدافه.
    وقد بدأ اسم العقيد يأخذ شهرة نجومية في اقطار الوطن العربي خاصة عام 1974 عندما ناصب شاه ايران (شرطي الخليج آنذاك) العداء وشن عليه اعتى الهجمات ثم اعقب ذلك بمجموعة من الحركات الديكورية التي تلزم و تصاحب النجوم واختار ان تكون حركاته هذه (صرعات) بالنسبة للعالم العربي والعالم اجمع ومنها:



    1- اعتماده في حرسه الخاص سواء داخل ليبيا او خارجها اثناء زياراته للدول العربية او الاجنبية على مجموعة من الفتيات الحسناوات اختارهن بعناية فائقة ودربهن على السلاح وكن يرافقنه مثل ظله حتى داخل معسكر قيادته في منطقة (العزيزية) وسط طرابلس رغم انه لا يحتاج الى حراسة داخل معسكر.
    2- تطويله لشعره وتصفيفه على طريقة (البيتلز- الخنافس) الشهيرة في الخمسينات واختياره الملابس الانيقة التي يحرص على لف العباية الليبية فوقها معتمرا فوق تسريحة الخنافس الطاقية الليبية المشهورة.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    3- اخذه دروسا في فن الالقاء والتمثيل خاصة طريقة ( البوزات) المتنوعة التي تعطي الانطباع الذي يريده في نفس المشاهد او المستمع خاصة (البوز) الذي اشتهر به وهو يبدو رافع الراس بشكل مائل الى اليسار ويده تسند ذقنه ومع علامات التفكير والتطلع الى بعيد حتى ان الجالس امامه يتعجب الى اين ينظر هذا الرجل الذي لا يتطلع في محدثه ابدا وقد اشترك في اعطائه هذه الدروس مشاهير اساتذة فن التمثيل في معهد التمثيل المصري والمعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة.
    4- اقامة شبكة علاقات واسعة مع خليط من (البشر) يضم صحفيين وكتاب وارهابيين وجواسيس ومفكرين من كافة ارجاء المعمورة وقيادات الاحزاب العربية والاجنبية حتى وصل الخير العميم والشيكات الى زعماء الهنود الحمر في الولايات المتحدة الامريكية الذين عقد لهم مؤتمرا في طرابلس عام 1987 و 1988 تحت شعار (تحرير الهنود الحمر من الامبريالية الامريكية واعادة وطنهم لهم) وقد انفق على هذين المؤتمرين عشرات الملايين تكاليف ورشاوي شخصية.

    5- وكي يكون صاحب فكر ومؤلفات كان لا بد ان يؤلف كتابا يصبح نظريته العالمية الثالثة بعد الرأسمالية والماركسية وكيف يتأتى له ذلك وهو الطالب الفاشل الذي لا يجيد كتابة موضوع الانشاء واخيرا اهتدى الى ضالته في الكاتب والمفكر السوداني المرحوم (ابو بكر كرار) فكتب له دراسة عبثية سماها (الكتاب الاخضر- النظرية العالمية الثالثة) وكانت لا تزيد عن مائة صفحة فكان لا بد ان تطبع بالحجم الصغير وفي كل صفحة ما لا يزيد عن عشرة سطور وعرض السطر لا يزيد على ستة سنتيمترات كي يمكن توزيعه على عدة اجزاء فكان الكتاب الاخضر في اجزائه الثلاثة ويومها نكت الليبيون - الذين لا يجيدون النكتة- فقالوا: سبحان الله كيف ملأ هذا الكتاب ثلاثة دفاتر وهو في الاصل لا يملأ دفتر سجائر!!
    6- وكي يكون له مريدين مثل ماركس وانجلز وماوتس تونج ولان دفتر الشيكات جاهز ابتدع له بعض السكارى والحشاشين معضلة وصعوبة الكتاب الاخضر وانه لا بد من شروح له فتولى هؤلاء الحشاشون شرح الكتاب الاخضر فصدرت - دون مبالغة- عشرات الكتب للشروح ثم صدرت شروح للشروح واذا بها مئات الكتب كلها عن الكتاب الاخضر وفكر مؤلفه محرر الانسانية وصانع عصر الجماهير.

    7- وكي لا ينقطع رزق الحشاشين اعتمدوا على المثل القائل (رزق الهبل على المجانين) فاقنعوا (مجنون الكتاب الاخضر) بأن (الكتاب الاخضر) لا يقل اهمية عن مؤلفات ماركس ولينين ولا بد من معهد او جامعة تتخصص في دفتر (السجائر) هذا فاوعز احد المريدين والمنتفعين اسمه (ابراهيم ابجاد) فاسس ما سمي (مركز دراسات الكتاب الاخضر) عام 1980 ثم جعله معهدا تابعا لجامعة طرابلس يمنح درجة بكالوريوس في فلسفة الكتاب الاخضر واثناء زيارتي للمركز عام 1987 وبحكم انني كنت سابقا مدرسا في كلية التربية بجامعة الفاتح عام 1979 عرض علي ابراهيم ابجاد مساعدته في اقناع اربعة طلاب غير ليبيين ان يدرسوا في المركز نظرية الكتاب الاخضر وسوف يمنحون منحا دراسية وسكنا وكافة المصاريف ولكن لم اتمكن من توفير هذه الخدمة له فلم اقبل بهذه المهمة لانني اعرف استحالة وجود هؤلاء المهابيل الاربعة.
    وقد اصبح هذا المركز وسيلة ارتزاق لعشرات من الكتاب العرب والاجانب ونؤكد - ليس مبالغة- ان ما نشره هذا المركز عن فكر القذافي وعن الكتاب الاخضر ونظرياته يزيد عن سبعين كتابا لكتاب من كافة الجنسيات وكلها ضحك على الذقون وارضاء لشهوة وسلطة العقيد.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    8- واستمرارا في سحب الافلام وكي يتم ديكورات تميزه عن كافة الرؤساء والزعماء توصل فكره الخائب الى مسألة (الخيمة والناقة) ولا يظن احد من القراء ان هذه نكتة بايخة لكنها حقيقة فيتذكر القراء انه اثناء زياراته الخارجية كان يرفض النزول في الفندق المخصص للملوك والرؤساء ويرفض تناول طعام الفندق وكان يصطحب خيمته وناقته فينصب الخيمة في حديقة الفندق ويربط امامها الناقة وقد احدثت هذه (الصرعة البايخة) مشكلة له في قمة عدم الانحياز التي عقدت اول سبتمبر الماضي في جاكارتا اذ ابلغته السلطات الاندونيسية استحالة الموافقة على نزوله في خيمته خارج القصر المخصص للملوك والرؤساء لاستحالة توفير الامن المطلوب له والغذاء ايضا لانه حسب القوانين البيطرية الاندونيسية يجب ارسال الناقة اولا الى الحجر الطبي البيطري لتقرير سلامتها وخلوها من الاوبئة المعدية وربما من ميكروبات الكتاب الاخضر وهذا يستغرق ستة ايام على الاقل في حين ان ايام المؤتمر ثلاثة ايام وفعلا اعتذر العقيد عن المشاركة فهو لا يحب نظافة الفنادق وفكره لا يبدع الا وهو ممسك بذنب الناقة ولكن سبق ان نفذت له بعض الدول مثل اليونان هذه الشروط فاصطحب الخيمة والناقة ونصبها وسط حديقة الفندق فعلا وكأن اليونان ارادت ان تجعل منه (مسخرة) للعرب جميعهم.
    9- وكي تتميز الجماهيرية الليبية عن غيرها من الدول الغى الوزارات واسماها (امانات) وشكل ما سماه (مؤتمر الشعب العام) حيث رفع شعارات اهمها ( شركاء لا اجراء) و (لا ثوري خارج اللجان الثورية) و (من تحزب خان) وفي الوقت نفسه يلتقي اعضاء وامناء الاحزاب العربية ولما كان لا بد من (اذاعة) تنظف اسم هذه اللجان اسس اذاعة صوت الوطن العربي في طرابلس واذاعة البحر المتوسط في مالطة وانفق عليهما المليارات ليذيعا ليل نهار خطبه وفقرات من دفتر السجائر المسمى (الكتاب الاخضر).

    عقب الغارة الامريكية على طرابلس وبنغازي عام 1986 كان رد العقيد يومها ان اضاف صفة (العظمى) على اسم الجماهيرية واعلن تحديه لامريكا في خطابه المشهور الذي قال فيه حرفيا: ( نحن دولة عظمى مثل امريكا ونقول طز في امريكا) نعم هذا الكلام صدر في خطاب عام مسجل ومذاع على الهواء من رئيس دولة ولما ساءت العلاقات مع امريكا وقطعت العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين وتوقف ضمن مئات المواد المستوردة من امريكا الارز المشهور (انكل بنز) حدث ان انقطع الرز من كل دكاكين طرابلس وتصادف دخول مواطن لاحدى الدكاكين يسأل عن الرز فاجابه البائع العجوز (ما هو احنا لازم نحدد شو نريد رز ولا طز) وكأنه يقول للسائل لا يوجد (رز) عليك اكل (طز) العقيد.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    وهكذا عبر سيناريوهات متعددة وديكورات فارغة وتبجحات كاذبة وانفاق المليارات على الدعاية الشخصية والاسلحة التي اكلها الصدأ في مخازنها اقام العقيد معمر القذافي (جمهورية الكذب) التي اطلق عليها الجماهيرية العربية الشعبية الديمقراطية العظمى لنكتشف ان كل هذا البناء الوهمي ينهار خلال شهور من حصار ( لوكربي) له ...
    لذلك يكون سؤالنا القادم: ماذا بقي من جماهيرية العقيد القذافي العظمى؟!
    وانتظروا الحلقة الثانية من نوادر القذافى



    تبع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    (مستشار) المنتديات الشبابية والتقنية الصورة الرمزية أبوجهاد العرادي
    تاريخ التسجيل
    31 - 7 - 2005
    الدولة
    بلاد الحرمين
    المشاركات
    4,156
    معدل تقييم المستوى
    711

    افتراضي رد: الكافي الوافي في فك طلاسم القذافي


    الحلقه الثانيه :
    حياكم الله اخوانى الكرام والان مع الحلقة الثانية من نوادر القذافى والتى تحمل عنوان :-

    ماذا بقي من جماهيرية العقيد القذافي العظمى؟!

    بقلم : د. احمد ابو مطر

    هذه الحلقه عباره عن مجموعة من السيناريوهات والديكورات الفارغة التي اقام منها وعليها العقيد القذافي جمهورية كذبه الت اعطاها اسم (الجماهيرية العظمى) ومنذ بداية عام 1992 شددت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا حملتها على العقيد القذافي في جميع المحافل الدولية بسبب اتهامها له بتورطه واجهزته في تفجير الطائرة المدنية الامريكية فوق بدلة (لوكربي) الاسكتلندية عام 1988 وتفجير طائرة (يوتا) الفرنسية فوق صحراء النيجر عام 1989 واصرارها على تسليم المواطنين الليبيين اشتدت الحملة الدولية واستصدر مجلس الامن الدولي قرارا بفرض العقوبات الاقتصادية وحظر الطيران المدني من والى ليبيا وتخفيض عدد الدبلوماسيين الليبيين العاملين في السفارات الليبية على ان تكون مدة العقوبات اربعة اشهر يعود مجلس الامن للنظر فيها عند انتهائها وقد طبق قرار العقوبات اول مرة في 15-4-1992 وانتهت مدته الاولى في 15-8-1992 وعاد مجلس الامن فجدد العقوبات المذكورة مدة ثانية تنتهي في 15-12-1992.

    ما هي التغيرات التي طرات في داخل ليبيا في هذه الفترة؟
    كيف اثرت العقوبات على الوضع الداخلي في ليبيا؟
    كيف رضخ العقيد القذافي امام الضغوط الغربية وما هي التنازلات التي قدمها؟


    وبعد الاجابة الدقيقة الموثقة بالارقام والمعلومات على هذه الاسئلة نسأل: ماذا بقي من جماهيرية العقيد القذافي العظمى؟



    ان بقاء العقيد في السلطة مدة 23 عاما كان يفترض انه اقام دولة قوية متينة مستغلا موارد النفط الهائلة لتوفير ما يلزم لشعب لا يتعدى مليونين ونصف رغم احصاءات العقيد الوهمية التي تجعله يقارب الخمسة ملايين مذكرين بانه بالاضافة للنفط هناك موارد ليبيا الزراعية فهي دولة ذات مساحات شاسعة تقع على ساحل المتوسط لا تنقصها الموارد المائية وعندما اتحدث عن ليبيا الان لن اعتمد على مشاهدات ومعلومات جهات غربية كي لا يقول البعض انها مصادر مغرضة ولكني شخصيا كنت ازور ليبيا بانتظام منذ عام 1972 وحتى عام 1979 وبواقع مرتين او ثلاثة في السنة وذلك بحكم انني كنت مراسلا لمجلة الثقافة العربية الليبية الشهرية في الكويت لعدة سنوات وفي الوقت ذاته لما كنت المحرر الثقافي والسياسيلمجلة (الرائد) الكويتية الاسبوعية التي كانت تصدرها جمعية المعلمين الكويتية فقد كنت ادعى لاغلب الفعاليات الثقافية والسياسية في العاصمة الليبية طرابلس مثل ندوة التعريب التي انعقدت عدة مرات ومؤتمرات رابطة الادباء الليبيين واكثر من مرة بدعوة من امانة الشؤون العربية بمجلس قيادة الثورة في زمن مسؤولها العقيد صالح الدورتي ونائبة الملازم سالم ابو شريدة وكنت عام 1974 اول صحفي من العاملين في الخليج العربي يقوم باجراء مقابلة صحفية طويلة مع العقيد القذافي كانت آنذاك مع صورة العقيد موضوع الغلاف لاحد اعداد مجلة الرائد وبعدها توطدت علاقاتي الليبية في كافة المجالات وعلى جميع المستويات مع امانة الشؤون العربية ومؤتمر الشعب العربي ومركز دراسات الكتاب الاخضر ومؤتمر الشعب العام وقد ادت هذه العلاقات الى ان اختار ليبيا للعمل مدرسا في كلية التربية بجامعة الفاتح في طرابلس بعد حصولي على درجة الدكتوراة في الاداب عام 1979 حيث عملت عاما دراسيا غادرتها الى جامعة البصرة ورغم ذلك لم تنقطع زياراتي الى ليبيا ونحن عندما نكشف مهازل ما كان يجري في ليبيا لا نقصد الشماتة في الشعب الليبي ولكن هدفنا بيان حجم العذاب والمهانة الذي ذاقه وعومل به طوال 23 عاما من حكم القذافي مما شرد عشرات الالاف من الشباب الليبي مقيمين ولاجئين في الخارج.

    بعد هذا الاستطراد نعود الى حديثنا الذي انقطع لنؤكد ان الموارد النفطية الليبية والامكانات الزراعية والمائية لو وضعت في ايد امينة مخلصة طوال 23 عاما لبنت دولة عصرية مثالية ولحققت اكتفاءا ذاتيا في العديد من المجالات لكن هذه الموارد لانها وضعت في ايدي مجموعة من الصبية المغامرين المهووسين بالقيادة والزعامة فقط جعلت من ليبيا - رغم كل هذه الامكانيات- دولة فقيرة تستورد ما لا يقل عن 90% من احتياجاتها وللامانة نقول: انه لا يمكن مقارنتها باي دولة نفطية عربية اخرى لا من مظاهر البناء والعمران ولا في الشوارع والمدارس والجامعات ولا في دخل المواطن واساليب الحياة العصرية والخدمات المتطورة المتوفة له بل يزيد عن دخل دول مثل قطر والبحرين بكثير والفارق في تعداد السكان ليس كبيرا.

    بدأت الضغوط الامريكية والبريطانية والفرنسية ضد نظام العقيد القذافي في مطلع عام 1992 وقد لوحت الادارة الامريكية تحديدا بان لديها شاهد اثبات ليبي كان ضابطا في المخابرات الليبية في احدى العواصم الغربية فر وسلم نفسه للمخابرات المركزية وقد قدم اثباتات دامغة تؤكد تورط ليبيا في عملية تفجير الطائرة الامريكية اما الفرنسيون فقد تمكنوا من تهريب مواطن افريقي من زائير الى فرنسا كان - حسب الاقوال الفرنسية- صديقا للمواطن الافريقي الذي ركب طائرة (يوتا) الفرنسية وهو يحمل الحقيبة المتفجرة التي اسقطت الطائرة واودت بحياة ركابها جميعا دون ان يدري انها حقيبة متفجرة اذ يزعم المواطن الافريقي انه في الليلة السابقة لانفجار الطائرة اخبره صديقه المذكور على انه مسافر في الغد على نفس الطائرة ليوصل حقيبة لاحد ضباط المخابرات الليبية لصديق له مقابل 3500 دولار لانها حقيبة مهمة فيها وثائق وجوازات سفر وانه في اليوم التالي ودع صديقه وسافر فعلا على الطائرة نفسها وفي المساء سمع بانفجار الطائرة وسقوتها ومقتل جميع ركابها والشاهد الافريقي هذا موجود الان في فرنسا وتحت تصرف القاضي الفرنسي الذي يحقق في هذه القضية.

    بعد بدء الضغوط الغربية شعر العقيد القذافي انها هذه المرة ضغوط حقيقية وليست كالمرات السابقة خاصة بعد صدور قرار مجلس الامن بالمقاطعة والعقوبات المفروضة على ليبيا المرة الاولى في 15-4-1992 اذ ان حظر الطيران المدني من والى ليبيا وتخفيض عدد الدبلوماسيين الليبيين في الخارج جعل القذافي ونظامه في عزلة كبيرة ووضع المواطنين الليبيين في صعوبات كبيرة اذ اصبح الطريق الوحيد للسفر الى الخارج اما برا عن طريق مصر وتونس او بحرا عن طريق مالطة فاكتظت هذه المنافذ بعشرات الالاف من المسافرين وزادت تكاليف السفر عدة مرات وانهار سعر الدينار الليبي امام الدولار ففي ايام العز كان السعر الرسمي للدينار ثلاثة دولارات ونصف وفي السوق السوداء الدينار بدولار وربع فاصبح الدينار - بعد قرار المقاطعة والعقوبات- يساوي ربع دولار اي كل اربعة دنانير بدولار واحد فارتفعت اسعار كافة المواد الاساسية مثل الطحين والرز والحليب واللحوم والادوية والملابس مما جعل تكاليف الحياة باهظة وزاد الامور تعقيدا ما اعلن عنه القذافي شخصيا في خطابه بذكرى الفاتح من سبتمبر من ان غالبية موظفي الدولة لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهرين.

    هنا وامام هذا الوضع الحرج لجأ العقيد الى الرئيس حسني مبارك موسطا اياه لدى الدول الغربية وبعد جهود مصرية حثيثة اعلن الرئيس مبارك في مارس الماضي انه استطاع اقناع الولايات المتحدة بضبط النفس وعدم توجيه ضربة عسكرية الى ليبيا والاكتفاء في الوقت الحالي بقرار مجلس الامن الخاص بالمقاطعة والعقوبات و تسارعت اللقاءات المصرية الليبية مرة يزور الرئيس حسني مبارك مدينة طبرق واخرى يزور فيها القذافي مرسى مطروح الى ان اقتنع القذافي بشكل مؤكد ونهائي ان النظام العالمي الجديد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ودول المنظومة الاشتراكية وانتهاء الحرب الباردة لم يعد يتيح له اية فرصة اخرى للاستمرار في حركاته وتحركاته البهلوانية الخالية من اي مضمون سوى ازعاج بعض الدول كي يبقى هو في ساحة الاضواء والاخبار ولان القذافي يهمه الاستمرار في كرسي السلطة انهارت مبادئه في لحظة وافلست نظريته الخضراء في زمن قياسي فبدأت مسبحة التنازلات لامريكا تكر بسرعة فضائية على النحو التالي:
    1- عقد القذافي ما يسمى (مؤتمر الشعب العام) لبحث مسألة تسليم المواطنين الليبيين المتهمين لامريكا وبعد مداولات اسبوع كامل خرج المؤتمر بقرار اوحى به القذافي وهو لا مانع من تسليمهما اذا تأكد ضمان محاكمة عادلة لهما فاعتبر مجرد صدور هذا القرار نية على مزيد من التنازلات.
    2- بعد اسبوعين من صدور هذا القرا صرح مسؤول ليبي ان القانون الليبي لا يسمح بتسليم المتهم الليبي بشكل رسمي للمحاكمة في دولة اخرى والامر يكون متروكا للمواطن نفسه اذا وافق على تسليم نفسه فهذا يتم بشكل شخصي.
    3- قامت المخابرات الليبية باغلاق مراكز تدريب كافة المنظمات الفلسطينية والعربية والعالمية المتهمة بان لها علاقة بالارهاب ودعت الصحافة العربية والعالمية لتفقد المعسكرات والتأكد من اغلاقها وقد لبت الدعوة صحف عربية واجنبية ونشرت اغلبها تحقيقات مصورة تثبت اغلاق المعسكرات وخلوها من اية انشطة وعناصر بشرية.
    4- اغلقت السلطات الليبية بشكل رسمي كافة مكاتب الفصائل الفلسطينية ما عدا مكتب منظمة النحرير الفلسطينية وطلبت من العاملين في هذه المكاتب اما مغادرة ليبيا فورا او البقاء في بيوتهم كمواطنين عاديين ولكن يحظر عليهم ممارسة اي نشاط سياسي او تنظيمي تحت طائلة العقوبات.
    5- قامت السلطات الليبية في شهر يونيو حزيران الماضي بالطلب من السلطات البريطانية رسميا اجراء اتصالات مباشرة بين مخابرات البلدين لان ليبيا تود ان تسلم بريطانيا كل ملفات ومعلومات تعاونها السابق طوال 15 سنة مع الجيش السري الايرلندي لم تصدق مخابرات سكوتلاند يارد ما سمعته ورغم ذلك وافقت بسرعة وبالفعل عقد اجتماع بينها وبين المخابرات الليبية في جنييف وتسلم البريطانيون الملفات وبعد دراستها صرح جون مايجور شخصيا انها بادرة طيبة من الليبيين وتساعد على انفراج العلاقات المتأزمة بينهم وبين الغرب ولكن هناك نقصا في المعلومات المسلمة وما ان سمع القذافي الخبر حتى اكد ذلك وطلب اجتماعا ثالثا نع المخابرات البريطانية وتم الاجتماع فعلا في القاهرة في السفارة البريطانية ذاتها ترأس الجانب الليبي فيه عبد العاطي العبيدي السفير الليبي في تونس الان ورئيس مؤتمر الشعب العام سابقا حيث سلموا البريطانيين باقي المعلومات التي كانوا قد اخفوها في الاجتماعين الماضيين في جنييف وفورا تمكنت سلطات اسكتلاند يارد مستعينة بهذه المعلومات من توجيه ضربات قوية موجعة للجيش الجمهوري الايرلندي تمثلت في اعتقال العديد من القياديين وكشف الكثير من مخازن الاسلحة التابعة له في لندن وخارجها.
    6- واخيرا - وليس آخرا- ما اعلنته مصادر عربية وغربية ونشرته العديد من الصحف الاجنبية والعربية يوم 27-9-1992 ومنها جريدة الشرق الاوسط العربية التي تصدر في لندن فقد اكدت هذه المصادر - كما نشرته الصحف- ان مشكلة (لوكربي) سوف يتم طي ملفها واغلاقه فيما يخص اتهام ليبيا بعد ان اذعن القذافي لكافة الشروط الامريكية وقد ابلغ العقيد القذافي الرئيس حسني مبارك استعداده لتنفيذ جميع ما تطلبه امريكا والغرب مقابل انهاء هذه القضية سلميا وبدون اجراءات عسكرية واقتصادية وهو على استعداد فوري للقيام بما يلي:


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    * فيما يتعلق بالشرط الامريكي الرئيس فان العقيد جاهز ومستعد لوضع النفط الليبي من لحظة استخراجه من باطن الارض وحتى بيعه بالاسواق العالمية بيد شركات امريكية والالتزام بكميات الانتاج والاسعار التي تحددها هذه الشركات كما انه مستعد لتحديد كمية النفط الليبي المصدر الى الدول الاوروبية وخاصة المانيا حسب مشورة هذه الشركات ورأيها.

    * استعداد القذافي لتعويض جميع ضحايا طائرة لوكربي ماليا حسب ما يراه خبراء التأمين الامريكيين وهو يطلب ان يكون تنفيذ هذا لبند اما سريا او يتم اخراجه على انه مساعدات انسانية كي يحفظوا بعض ماء وجه القذافي.
    * استعداد القذافي لالغاء كافة التشكيلات الادارية والسياسية والاعلامية التي صنع منها (جماهيريته) والعودة الى تسمية الجمهورية الليبية وهذا يتضمن الالغاء الرسمي للكتاب الاخضر ومؤتمر الشعب العام واللجان الثورية ومؤتمر الشعب العربي ( يا مصيبتك يا عمر الحامدي) وجمعية الدولة الاسلامية هذا وقد حلت جمعية الدعوة الاسلامية فعلا قبل اسابيع والاستعدادات جارية لحل مؤتمر الشعب العربي بعد جرد محتويات مقره وتصفية حساباته وتدبير امور العرب الحزبيين المتفرغين في امانته العامة وهم من اغلب الاقطار العربية وفي نفس الاطار فان تغييرات كبيرة ستلحق ذلك منها العودة الى تسمية (الوزارات) بدلا من (الامانات) ومن المتوقع - حسب بعض المصادر- ان يتم تغيير وزير الخارجية الحالي (ابراهيم البشاري) لان وجوده على رأس الخارجية غير منطقي وهو الذي كان احد مسؤولي الامن القومي في وقت حادثة لوكربي ومن المتوقع اختفاء اسماء كثيرة في المخابرات الليبية المعروفين للجهات الاجنبية خاصة المقدم عبدالله السنوسي والمقدم عبدالله حجازي.

    بعد كل هذا الاستعراض للتطورات المتلاحقة والتنازلات المتسارعة الا يحق لنا ان نسأل: ماذا بقي من جماهيرية العقيد القذافي؟ والا يحق لنا الحسرة والندم والبكاء والاحتجاج على هذه النماذج من الانظمة التي ملأت العالم صراخا كاذبا طوال 23 عاما وبددت الاف المليارات من الدولارات على هياكل وديكورات فارغة وعلى الجيش الجمهوري الايرلندي وجماعات الهنود الحمر الامريكيين وكل العصابات العربية والاجنبية من اجل شهرة كاذبة ومن اجل البقاء تحت الاضواء.

    انتهى . . ونتمنى ان نكون طرحنا ماهو مفيد . . عن هذه الشخصيه ونوداره وعجائبه وغرائبه . . والموضوع كما قلت لكم منقول بتصرف . .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا