أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد علي
    عضو جديد

    • 7 - 6 - 2006
    • 1533

    #1

    أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء

    1041 - " من قال حين يصبح أويمسي : اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك ، وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه، ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار ".
    قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

    ضعيف.
    أخرجه أبو داود ( 2/612 ) عن عبد الرحمن بن عبد المجيد عن هشام بن الغاز بن ربيعة عن مكحول الدمشقي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره.
    قلت : وهذا سند ضعيف، وله علتان :
    الأولى : عبد الرحمن بن عبد المجيد لا يعرف كما في " الميزان " وقال الحافظ في " التقريب " : مجهول.
    الأخرى : أنهم اختلفوا في سماع مكحول من أنس، فأثبته أبو مسهر، ونفاه البخاري، فإن ثبت سماعه منه فالعلة عنعنة مكحول فقد قال ابن حبان :
    ربما دلس.
    وللحديث طريق أخرى عن أنس، فقال البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 1201 ) :
    حدثنا إسحاق قال : حدثنا بقية عن مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال : سمعت أنس بن مالك قال : فذكره.
    وكذلك رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( رقم 68 ) عن النسائي، وهذا في " العمل " أيضا رقم ( 9 ) : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم به، إلا أنه وقع فيه : بقية بن الوليد : حدثني مسلم بن زياد.
    فصرح بقية بالتحديث، وما أراه محفوظا، ولعله خطأ من بعض النساخ، فإن الطريق مدارها كما ترى على إسحاق بن إبراهيم، وهو ابن راهويه، فالبخاري قال في روايته : ( عن )، وهو الصواب، فقد أخرجه أبو داود ( 2/615 ) والترمذي ( 4/258 ) (1) من طريقين آخرين صحيحين عن بقية عن مسلم بن زياد به نحوه وزاد بعد قوله : " لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ".
    وهي عند النسائي أيضا، وقالا بدل قوله : " أعتق الله ربعه... " " إلا غفر الله له ما أصاب في يومه ذلك، وإن قالها حين يمسي غفر الله له ما أصاب في تلك الليلة من ذنب ".
    فلهذه الطريق علتان أيضا :
    إحداهما : عنعنة بقية، فإنه كان معروفا بالتدليس.
    والأخرى : جهالة مسلم بن زياد هذا، قال ابن القطان : حاله مجهول. وقال الحافظ في " التقريب " : مقبول، يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث كما تقدم مرارا.
    ولا يقال : ينبغي أن يكون هنا مقبولا لمتابعة مكحول إياه، لأننا نقول : يمنع من ذلك أمور :
    الأول : أن مكحولا قد رمي بالتدليس ورواه بالعنعنة كما سبق، فيحتمل أن يكون بينه وبين أنس مسلم بن زياد هذا أوغيره فيرجع الطريقان حينئذ إلى كونهما من طريق واحدة، لا يعرف تابعيها عينا أوحالا، فمن جود إسناده أوحسنه لعله لم يتنبه لهذا.
    الثاني : أن الطريق إلى مسلم بن زياد لا تصح لعنعنة بقية كما عرفت.
    الثالث : أنهم اختلفوا عليه في لفظ الحديث، فإسحاق رواه عنه مثل رواية مكحول، والطريقان الآخران روياه عنه بلفظ : " إلا غفر الله له... " كما تقدم، فهذا اضطراب يدل على أن الحديث غير محفوظ، وكأنه من أجل ذلك كله، لم يصححه الترمذي، بل ضعفه بقوله : حديث غريب.
    وأما ما نقله المنذري في " الترغيب " ( 1/227 ) عن الترمذي أنه قال :
    حديث حسن، فهو وهم أو نسخة، ومثله وأغرب منه نقل ابن تيمية في " الكلم الطيب " ( ص 11 ) عنه :
    حديث حسن صحيح !.
    __________
    (1) وأخرجه الطبراني في " الأوسط " كما في " المجمع " ( 10/119 ) وقال : وفيه بقية وهو مدلس. اهـ.
  • أحمد علي
    عضو جديد

    • 7 - 6 - 2006
    • 1533

    #2
    رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء

    5020 - ( ما من مسلم أو إنسان أو عبد يقول حين يمسي وحين يصبح ثلاث مرات : رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ؛ إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة ) .
    قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

    ضعيف
    أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9/ 78 و 10/ 240) ، وفي "المسند" (2/ 10/ 2) ، وعنه ابن ماجه (3870) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد" (471) ، وابن عبدالبر في "الاستيعاب" (4/ 1681/ 3010) : أخبرنا محمد بن بشر قال : أخبرنا مسعر قال : حدثني أبو عقيل عن سابق عن أبي سلام خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ... فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان : الجهالة ، والاضطراب :
    1- أما الجهالة ؛ فهي جهالة سابق هذا - وهو ابن ناجية - ؛ قال الذهبي في "الميزان" :
    "ما روى عنه سوى هاشم بن بلال" .
    قلت : وهو أبو عقيل ؛ كما سبق ، فهو مجهول العين ، وقد كنت قلت في تعليقي على "الكلم الطيب" (ص 34 - الطبعة الثانية) : إنه مجهول الحال ؛ فقد رجعت عنه ، ولعل السبب في ذلك أنني اعتمدت يومئذ على قول الحافظ في "التقريب" : إنه مقبول ! ولم أرجع إلى ترجمته في "التهذيب" لأتبين أنه لم يرو عنه سوى هاشم هذا ، فتنبه !
    وهاشم بن بلال - هو أبو عقيل - ؛ وهو ثقة ؛ من رجال مسلم .
    2- وأما الاضطراب ؛ فهو أن شعبة خالف مسعراً في إسناده فقال : سمعت أبا عقيل يحدث عن سابق بن ناجية عن أبي سلام قال :
    كنا قعوداً في مسجد حمص ؛ إذ مر رجل فقالوا : هذا خدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : فنهضت فسألته ، فقلت : حدثنا بما سمعت من من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتداوله الرجال فيما بينهم . قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :
    "ما من مسلم يقول ثلاث مرات حين يمسي أو حين يصبح ..." الحديث .
    أخرجه أحمد (5/ 367) ، وأبو داود (5072) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (رقم 4) من طرق عن شعبة به .
    ثم قال أحمد : حدثنا عفان : حدثنا شعبة به ؛ إلا أنه قال : عن أبي سلام البراء رجل من أهل دمشق قال : كنا قعوداً ... إلخ .
    وأخرجه الحاكم (1/ 518) من طريق أحمد الأولى ، ومن طريق وهب بن جرير : حدثنا شعبة به ؛ إلا أنه قال : سمعت أبا عقيل هاشم بن بلال يحدث عن أبي سلام سابق بن ناجية قال : ... فذكره . وقال :
    "صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
    قلت : وهذا وهم من وجهين :
    الأول : أنه أوهم أن رواية أحمد بهذا الإسناد ؛ وليس كذلك كما رأيت ، والظاهر أنه ساقه بلفظ رواية وهب بن جرير ، ولم يتنبه أن رواية أحمد مخالفة لها ؛ وبيانه في الوجه التالي :
    والآخر : أنه أسقط من الإسناد سابقاً شيخ أبي عقيل ، وسمى أبا سلام سابق ابن ناجية ، وإنما هو شيخ أبي عقيل ، كما في رواية محمد بن جعفر وحفص بن عمر عن شعبة .
    وتابعه عليها مسعر ، وإن خالفه في جعل أبي سلام خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما هو عن أبي سلام عن خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - .
    وتابعه في ذلك كله هشيم عن هاشم بن بلال به .
    أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم 24) ، والنسائي أيضاً (ولعله في "الكبرى") ، والبغوي ؛ كما في "الإصابة" للحافظ رحمه الله ؛ وقال :
    "وعلى هذا ؛ فأبو سلام رواه عن الخادم ، والخادم مبهم ، وقد أخرج أبو داود في "العلم" من طريق شعبة حديثاً آخر قال فيه : عن شعبة بهذا السند عن أبي سلام عن رجل خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقد وقع في هذا السند خطأ آخر بينته في ترجمة (سابق) من حرف السين من القسم الأخير . وحديث شعبة في هذا هو

    المحفوظ . وأبو سلام المذكور هو ممطور الحبشي ، وهو تابعي" .
    قلت : الجزم بأنه ممطور ، يدفعه رواية عفان المتقدمة عن شعبة ، ففيها أنه أبو سلام البراء ، فلعل الحافظ لم يقف عليها ، أو على الأقل لم يستحضرها عند تحريره لهذا البحث ، ثم إنني لم أجد له ترجمة في المصادر التي بين يدي الآن ، فهي علة أخرى في هذا الإسناد .
    وأما قوله : "وحديث شعبة هو المحفوظ" ؛ فمما لا شك فيه ، خلافاً لابن عبد البر ؛ فإنه صوب رواية مسعر المتقدمة ، وقد علمت أنها جعلت أبا سلام خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - ! وهو واهم في ذلك ، ومما يدلك عليه قوله عقب التصويب المذكور :
    "وكذلك رواه هشيم وشعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام" .
    فإن رواية هشيم هي مثل رواية شعبة عن أبي سلام عن خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ كما تقدم . ثم قال ابن عبدالبر :
    "ورواه وكيع عن مسعر فأخطأ في إسناده ، فجعله عن مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلامة ، فقد أخطأ أيضاً" .
    وجملة القول ؛ أن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة ؛ لجهالة سابق بن ناجية ، وشيخه أبي سلام ، واضطراب الرواة في إسناده على أبي عقيل على الوجوه المتقدمة ، وإن كان الراجح منها رواية شعبة ؛ ففيها الجهالة في الموضعين المذكورين . والله أعلم .
    وقد رواه سعيد بن المرزبان عن أبي سلمة عن ثوبان مرفوعاً بلفظ : "من قال حين يسمي : رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ؛ كان حقاً على الله أن يرضيه" .
    رواه الترمذي (3386) ؛ وقال :
    "حسن غريب" !
    لكن ابن المرزبان هذا مدلس ، بل ضعفه البخاري وغيره تضعيفاً شديداً وتركوه ، ومن المحتمل أنه تلقاه عن سابق بن ناجية المجهول ثم دلسه ، وقال - وهماً منه أو قصداً وتدليساً - : "عن أبي سلمة" ، بدل : (أبي سلام) ، و : "عن ثوبان" بدل : "عن خادم النبي عليه الصلاة والسلام" .
    ولذلك ؛ لم أذهب في تعليقي على "الكلم الطيب" إلى تقوية الحديث بمجموع الطريقين ، مع ما بين متنيهما من الاختلاف في اللفظ كما هو ظاهر بأدنى تأمل .
    وقد جاء ذكره في "صحيح الكلم الطيب" برقم (23) سهواً مني ، أرجو الله أن يغفره لي ، فيرجى حذفه .
    وقد يشتبه بحديث آخر مختصر جداً عن أبي سعيد الخدري ؛ مخرج في "الصحيحة" (334) ؛ كما وقع لبعض الطلبة ، فليتنبه له .
    وقد جاء هذا الورد في حديث آخر مقيداً بالصباح فقط ، وبأجر آخر ، وهو في "الصحيحة" (2686) ، ولعل هذا الحديث الصحيح - والذي قبله - هو الذي حمل الحافظ العسقلاني على قوله في حديث الترجمة :
    "حديث حسن" ! ثم قلده من قلده من المعاصرين ؛ كالشيخ عبدالقادر أرناؤوط في تعليقه على "الوابل الصيب" (ص 57) !! ومن تخريجنا لهذا الحديث ؛ تعلم خطأ قول النووي في "الأذكار" - بعد أن ضعف ابن المرزبان المتقدم ، وذكر تحسين الترمذي لحديثه - :
    "فلعله صح عنده من طريق آخر ، وقد رواه أبو داود والنسائي بأسانيد جيدة عن رجل خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ، فثبت أصل الحديث ، ولله الحمد" !!
    قلت : ووجه الخطأ من وجوه :
    الأول : أنه ليس للحديث بلفظ ابن المرزبان طريق آخر ؛ إلا طريق خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولفظه يختلف عن هذا بعض الشيء ؛ كما ترى .
    الثاني : أن هذه الطريق ضعيفة أيضاً ؛ لما فيها من الجهالة والاضطراب .
    الثالث : أن قوله : "بأسانيد جيدة" ؛ لا يصح من ناحيتين :
    الأولى : أن مدار تلك الأسانيد على سابق بن ناجية .
    والأخرى : أنه مجهول ، واضطرب عليه كما سبق ؛ فإنى لإسناده الجودة ؟!
    ثم وقفت على وجه آخر من الاضطراب : فرواه ابن قانع في "معجم الصحابة" في ترجمة "سابق خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -" من طريق مصعب بن المقدام : أخبرنا مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلام عن سابق خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ... فذكره موقوفاً عليه لم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
    وقلبه أيضاً فجعل سابقاً شيخ أبي سلام ؛ وإنما هو شيخ أبي عقيل كما تقدم في رواية ابن بشر وغيره عن مسعر . ولعل هذه الرواية عمدة خليفة بن خياط في إيراده (سابقاً) هذا في "الصحابة" ، وهو وهم ! كما صرح بذلك الحافظ في القسم الرابع من "الإصابة" .
    قلت : ولعل الوهم من مصعب هذا ؛ فإنه كثير الخطأ ؛ كما في "التقريب" . والله أعلم .
    ثم رأيت الحديث في "معجم الشيوخ" لابن جميع (296) رواه من طريق علي بن حرب الطائي : حدثنا عبد الرحمن الزجاج عن أبي سعد - هو البقال - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به ، وزاد :
    "وهو ثان رجليه قبل أن يكلم أحداً : رضيت ..." .
    قلت : وأبو سعد البقال : هو سعيد بن المرزبان ، وهو متروك ؛ كما تقدم . وهذه الزيادة منكرة جداً ؛ لم يذكر في شيء من الروايات المتقدمة ، وكأن الراوي اختلط عليه هذا الحديث بحديث آخر فيه هذه الزيادة ، لكن بعد صلاة الفجر يقول : "لا إله إلا الله ..." ؛ جاء ذلك من حديث أبي ذر وأبي أمامة ، فانظر "الترغيب" (1/ 166/ 1 و 168/ 6 - الطبعة المنيرية) .
    ولعل ذلك من عبد الرحمن الزجاج - وهو ابن الحسن أبو مسعود الموصلي الزجاج - ؛ فقد قال الذهبي في "المغني" :
    "قال أبو حاتم : لا يحتج به" .

    تعليق

    • أحمد علي
      عضو جديد

      • 7 - 6 - 2006
      • 1533

      #3
      رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء



      5182 - ( ما من مسلم يقول إذا أصبح : الحمد لله ، ربي الله ، لا أشرك به شيئاً ، أشهد أن لا إله إلا الله ؛ إلا ظل يغفر له ذنوبه حتى يمسي ، وإن قالها إذا أمسى ؛ بات يغفر له ذنوبه حتى يصبح ) .
      قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

      ضعيف جداً
      أخرجه البزار في "مسنده" (ص 302 - زوائده) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم 59) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 33/ 1) كلهم عن سعيد بن عامر عن أبان بن أبي عياش عن الحكم بن حيان المحاربي عن أبان المحاربي - وكان من الوفد الذين وفدوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عبد القيس - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ... فذكره .
      وخالفه الربيع بن بدر فقال : عن أبان عن عمرو بن الحكم عن عمرو بن معدي كرب قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ... فذكره .
      أخرجه ابن السني (60) .
      قلت : وأبان بن أبي عياش متروك .
      ومثله الربيع بن بدر .
      لكن سعيد بن عامر ثقة ، فالآفة من أبان .
      (تنبيه) : لقد ساق الهيثمي في "المجمع" (10/ 116) الحديث عن أبان المحاربي - وكان أحد الوفد ... فذكره كما تقدم ، وقال :
      "رواه البزار ، وفيه أبان بن أبي عياش ؛ وهو متروك" . ثم قال - عقبه مباشرة - :
      "وعن الحكم بن حيان المحاربي - وكان من الوفد ..." إلخ ، وقال :
      "رواه الطبراني ، وفيه أبان بن أبي عياش ؛ وهو متروك" !!
      قلت : فقد وهم وهماً فاحشاً ، لزم منه جعل الحكم بن حيان المحاربي من الصحابة الذين وفدوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ! وهذا ما لم يقله أحد من قبله ، والحديث عند الطبراني كما هو عند الآخرين من رواية الحكم عن أبان المحاربي ، وفي ترجمة (أبان) أورده الطبراني ، فالظاهر أنه سقط من قلمه : "أبان المحاربي" حين نقل الحديث من أصله ، فكان هذا الخطأ ، والمعصوم من عصمه الله تعالى !

      تعليق

      • أحمد علي
        عضو جديد

        • 7 - 6 - 2006
        • 1533

        #4
        رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء

        5297 - ( من قال حين يصبح - ثلاث مرات - : اللهم ! لك الحمد لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ، آمنت بك مخلصاً لك ديني ، إني أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت ، أتوب إليك من شر عملي ، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت ، فإن مات في ذلك اليوم دخل الجنة.
        وإن قال حين يمسي - ثلاث مرات - : اللهم ! لك الحمد لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ، أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت ، أتوب إليك من شر عملي ، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت ، فمات في تلك الليلة دخل الجنة .
        ثم كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحلف على غيره ، يقول : والله ! ما قالها عبد في يوم فيموت في ذلك اليوم ؛ إلا دخل الجنة ، وإن قالها حين يمسي فتوفي في تلك الليلة ؛ دخل الجنة ) .
        قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

        ضعيف
        أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/ 438) : حدثنا بكر : حدثنا عمرو بن هاشم : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور : حدثني يحيى بن حارث الذماري عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ... فذكره . ثم قال :
        "لم يروه عن يحيى إلا محمد بن شعيب ، تفرد به عمرو بن هاشم" .
        قلت : وهو البيروتي ، وهو صدوق يخطىء ؛ كما في "التقريب" .
        والراوي عنه - بكر - هو ابن سهل الدمياطي ؛ ضعفه النسائي .
        وعلي بن يزيد - وهو الألهاني الدمشقي - مثله في الضعف أو أسوأ .
        وبه أعله الهيثمي ، فقال (10/ 114) :
        "رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" ، وفيه علي بن يزيد الألهاني ، وهو ضعيف" .
        ولذلك ؛ أشار المنذري (1/ 231) إلى تضعيف الحديث .

        تعليق

        • أحمد علي
          عضو جديد

          • 7 - 6 - 2006
          • 1533

          #5
          رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء



          5307 - ( ليس منا من حلف بالأمانة ، وليس منا من خان امرأ مسلماً في أهله وخادمه . ومن قال حين يمسي وحين يصبح : اللهم ! إني أشهدك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، أبوء بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ؛ فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب غيرك ؛ فإن قالها من يومه ذلك حين يصبح فمات من ليلته ؛ مات شهيداً ) (1) .
          قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

          ضعيف جداً
          أخرجه أبو القاسم الأصفهاني في "الترغيب" (1/ 71) من طريق محمد بن عقبة بن علقمة قال : قال عباد : حدثني ليث بن أبي سليم عن سليمان عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن أبيه عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً .
          قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فيه علل :
          الأولى : ليث بن أبي سليم ؛ وهو حمصي ضعيف ؛ كان اختلط .
          الثانية : عباد - وهو ابن كثير الرملي الفلسطيني - ؛ وهو ضعيف .
          الثالثة : الراوي عنه - محمد بن عقبة بن علقمة - ؛ قال أبو حاتم وابنه فيه :
          "صدوق" . لكن قال ابن حبان في ترجمة أبيه :
          "يعتبر حديثه من غير رواية ابنه محمد عنه ؛ لأن محمداً كان يدخل عليه الحديث ويكذب فيه" .
          واعتمد هذا الحافظ في "التقريب" ؛ فقال في ترجمة عقبة :
          "صدوق ، لكن كان ابنه محمد يدخل عليه ما ليس من حديثه" .
          قلت : ثم إن قول محمد بن عقبة في الإسناد : "قال عباد" صيغته صيغة انقطاع ، وهو لم يدرك عباداً ، وإنما يروي عنه أبوه عقبة ، كم ذكروا في ترجمة عباد ، فإما أن يكون سقط من الإسناد قوله : "قال أبي" ، أو أنه هو أسقط الواسطة بينه وبين عباد ، أو أنه بلغه عنه دون أن يكون له إسناد إليه . والله أعلم .
          __________
          (1) كتب الشيخ - رحمه الله - فوق هذا المتن : " الترغيب ( 1 / 225 ) " . ( الناشر ) .

          تعليق

          • أحمد علي
            عضو جديد

            • 7 - 6 - 2006
            • 1533

            #6
            رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء



            5788 - ( من صلى علي حين يصبح عشراً ، وحين يمسي عشراً ؛ أدركته شفاعتي يوم القيامة ) .

            قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

            ضعيف
            . أخرجه الطبراني في (( المعجم الكبير )) من طريق إبراهيم بن محمد ابن زياد الألهاني قال : سمعت خالد بن معدان يحدث عن أبي الدرداء قال : . . . فذكره مرفوعاً ؛ كما في (( جلاء الأفهام )) لابن قيم الجوزية ( ص 250 - طبع مكتبة أنصار السنة ) ، وسكت عنه ؛ لأنه ساقه بإسناده لينظر فيه ، ففعلت ، فتبين أنه ضعيف ؛ خلافاً لقول المنذري في (( الترغيب )) ( 1 / 232 ) :

            (( رواه الطبراني بإسنادين ، أحدهما جيد )) !
            وتبعه على ذلك الهيثمي في (( المجمع )) ( 10 / 140 ) ، وزاد :
            (( ورجاله وثقوا )) ! وقلدهما المعلقون الثلاثة على (( الترغيب )) ( 1 / 515 ) !
            قلت : وفيه علتان :
            الأ ولى : أشار إليها الهيثمي بقوله المذكور : (( وثقوا )) ! وهي : إبراهيم بن محمد الألهاني ؛ فقد أورده البخاري في (( التاريخ )) ( 1 / 1 / 323 ) ، وابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 127 ) برواية اثنين من الثقات ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً . وذكره ابن حبان في (( الثقات )) ( 6 / 17 ) برواية أحدهما . وهناك عنه راو ثالث وهو بقية بن الوليد ، روى عنه هذا الحديث مصرحاً بالتحديث ، والسند إليه صحيح .
            العلة الثانية : الانقطاع بين خالد بن معدان وأبي الدرداء ، وبها أعله الحافظ العراقي ؛ فقال في (( تخريج الإحياء )) ( 1 / 334 ) :
            (( رواه الطبراني ، وفيه انقطاع )) .
            وأقره الحافظ الناجي في كتابه (( عجالة الإملاء )) ( ص 96 - مخطوط ) ، ثم الزبيدي في (( شرح الإحياء )) ( 5 / 132 ) ، ومن قبلهما الحافظ السخاوي في (( القول البديع )) ؛ فقال ( ص 91 ) :
            (( رواه الطبراني بإسنادين ، أحدهما جيد ؛ لكن فيه انقطاع ؛ لأن خالداً لم يسمع من أبي الدرداء ، وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً ، وفيه ضعف )) .
            وأشار إلى الانقطاع في ترجمة ( خالد ) من (( التهذيب )) ، والعلائي في (( جامع التحصيل )) ( 206 ) . ثم نقل عن الإمام أحمد أنه قال فيه :
            (( لم يسمع من أبي الدرداء )) .
            ( تنبيه ) : لم يطبع بعد أحاديث أبي الدرداء من (( المعجم الكبير )) للطبراني . فنقلته بإسناده من كتاب (( الجلاء )) ، وذلك من فوائده ، وقدر لي أنني نقلته عند تخريجه من طبعة دار الكتب العلمية ( ص 234 ) ، وقد وقع فيها اسم تابعيه ( محمد بن معدان ) ، فجرى التخريج عليه ، ثم لفت نظري أحد الإخوان لي أنه في طبعة أنصار السنة ( خالد بن معدان ) ، فوجدته مطابقاً لما كنت نقلته في آخر التخريج عن (( القول البديع )) ، فاعتمدته ، وعدلت التخريج عليه . والله الهادي .

            تعليق

            • أحمد علي
              عضو جديد

              • 7 - 6 - 2006
              • 1533

              #7
              رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء



              6251 - ( يلتقي الخضر وإلياس عليهما السلام في كل عام في
              الموسم ، فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ، ويفترقان عن هؤلاء
              الكلمات :
              بسم الله ما شاء الله ، لا يسوق الخير الا الله ، ما شاء الله لا
              يصرف السوء الا الله ، ما شاء الله ، ما كان من نعمة فمن الله ؛ ما
              شاء الله ، لا حول ولا قوة الا بالله .
              من قالهن حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات أمنه الله من
              الغرق والحرق ، والسَّرَقِ . وأحسبه قال : ومن الشيطان والسلطان
              والحية والعقرب ) .
              قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

              موضوع .
              أخرجه العقيلي في "الضعفاء ، (1/224 - 225) ، وابن عدي في
              "الكامل " (2/328) ، وابن شاذان في "المشيخة الصغرى" (ق 54/2 رقم 52) ، وابن
              عساكر (5/647) ، وابن الجوزي في "الموضوعات ، (1/195 - 196) من طريق
              الحسن بن رزين عن ابن جريج عن عطاء عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ مرفوعاً وموقوفاً . وقال :
              "الحسن بن رزين بصري مجهول ، ولا يتابع عليه مسنداً ولا موقوفاً" . وذكر
              ابن عدي نحوه ، وقال :
              "والحديث بهذا الإسناد منكر" . وقال ابن الجوزي بعد أن ذكر كلام العقيلي :
              "وقال ابن المنادي : هذا حديث واهٍ بالحسن بن رزين ، والخضر وإلياس مضيا لسبيلهما" . قال الحافظ عقبه :
              " وقد جاء من غير طريقه ؛ لكن من وجه واهٍ جداً ، أخرجه ابن الجوزي في
              "الواهيات " ، وفيه أحمد بن عمارة متروك عند الدارقطني ، ومهدي بن هلال
              مثله ، وقال ابن حبان : مهدي بن هلال يروي الموضوعات " .

              تعليق

              • أحمد علي
                عضو جديد

                • 7 - 6 - 2006
                • 1533

                #8
                رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء



                6420 - ( مَنْ قَالَهُنَّ أَوَّلَ نَهَارِهِ ، لَمْ تُصِبْهُ مُصِيبَةٌ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَمَنْ
                قَالَهَا آخِرَ النَّهَارِ ، لَمْ تُصِبْهُ مُصِيبَةٌ حَتَّى يُصْبِحَ :
                اللَّهُمَّ ! أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ
                الْعَظِيمِ ، مَا شَاءَ اللهُ كَانَ ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
                الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ
                بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ، اللَّهُمَّ ! إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ
                دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) .
                قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

                ضعيف جداً .
                أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (20/55) من طريق
                الْأَغْلَب بْن تَمِيمٍ : حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ :
                جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ! قَدِ احْتَرَقَ بَيْتُكَ .
                قَالَ : مَا احْتَرَقَ ، اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ذَلِكَ ؛ لِكَلِمَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ
                اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَنْ قَالَهُنَّ ... تلحديث .
                قلت :وهذا إسناد ضعيف جداً ، الأغلب هذا قال البخاري وغيره :
                "منكر الحديث" .
                والحجاج بن فُرافصة فيه ضعف .

                تعليق

                • أحمد علي
                  عضو جديد

                  • 7 - 6 - 2006
                  • 1533

                  #9
                  رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء

                  6732 - ( من قال حين يصبح ثلاث مرات : اللهم! لك الحمد لا إله إلا أنت ، أنت ربي ، وأنا عبدك ، آمنت بك مخلصا لك ديني . أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت ، أتوب إليك من شر - وفي لفظ: سيىء - عملي ، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت. فإن مات في ذلك اليوم دخل الجنة ، وإن قال حين يمسي ثلاث مرات :
                  اللهم! لك الحمد لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ، أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت ، أتوب إليك من شر -وفي لفظ: سيىء - عملي ، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت. فمات في تلك الليلة دخل الجنة .
                  ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف ما لا يحلف على غيره ، يقول : والله! ما قالها عبد في يوم حين يصبح ثلاثاً، فيموت في ذلك اليوم إلا دخل الجنة ، وإن قالها حين يمسي فتوفي في تلك الليلة، دخل الجنة ).
                  قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

                  ضعيف.
                  أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 4/ 87/ 3120 ) و " الكبير " ( 8/ 231/ 2 0 78 ) و " الد عاء " ( 2/ 935 - 936/310 ): حدثنا بكر قال: حدثنا عمرو بن هاشم قال: حدثنا محمد بن شعيب بن شابور
                  قال: حدثني يحيى بن الحارث الذماري عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي مرفوعاً. وقال:
                  " لم يروه عن يحيى بن الحارث إلا محمد بن شعيب، تفرد به عمرو بن هاشم ".
                  قلت: وهو صدوق يخطئ، وقد توبع على بعضه كما يأتي، وإنما العلة من علي ابن يزيد الألهاني، وهو ضعيف، وقال الذهبي في "المغني ":
                  " ضعفوه، وتركه الدارقطني ".:
                  ثم أخرجه الطبراني ( رقم 7879 ) من طريق عثمان بن أبي العاتكة عن علي ابن يزيد به مختصراً.
                  وعثمان هذا: قال الحافظ في " التقريب ":
                  " ضعفوه في روايته عن علي بن يزيد الألهاني ".
                  والحديث أشار [ إليه ] المنذري في " الترغيب " ( 1/ 231/ 22/ 2 ) ولم يعزه إلا لـ " الكيير " و" الأوسط "، وكذلك فعل الهيثمي، إلا أنه بين السبب ؛ فقال ( 10/ 114 ):
                  " وفيه علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف ".
                  قلت: وروايته لهذا الحديث هكذا مطولاً مما يؤكد ضعفه ؛ فإن الحديث محفوظ من رواية جماعة من الصحابة مختصراً ؛ منهم: شداد بن أوس - عند البخاري في أول " كتاب الدعوات " -، وبريدة بن الحصيب - عند أبي داود وغيره -، انظر " صحيح الترغب " ( 1/ 6/ 14 ).
                  ثم قال المنذري عقب الحديث:
                  " ورواه ابن أبي عاصم مات حديث معاذ بن جبل أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يحلف ثلاث مرات لا يستثني: أنه ما من عبد يقول هؤلاء الكلمات بعد صلاة الصبح فيموت من يومه ؛ إلا دخل الجنة، وإن قالها حين يمسي فمات من ليلته ؛ دخل الجنة... فذكره باختصار، إلا أنه قال: " أتوب إليك من سيئ عملي "، وهو أقرب من قوله: " من شر عملي "، ولعله تصحيف. والله سبحانه أعلم ".
                  قلت: ورواية: " سيئ عملي " هي رواية الطبراني في " الكبير " وفي" الدعاء " في حديث الترجمة، بخلاف روايته في " الأوسط " ؛ فهي باللفظ الآخر. ومع أنه لا يصح إسناده على اللفظين ؛ فإن هذا الأخير هو الأولى بالترجيح عندي ؛ لموافقته لحديث شداد المشار إليه آنفاً، فإنه بلفظ:
                  " أعوذ بك من شر ما صنعت ". فتأمل.
                  ( تنبيه ): لم أقف على إسناد ابن أبي عاصم لننظر فيه ونعطيه الحكم اللائق به، وما أظنه إلا أنه مما لا يصح، وأما قول المعلقين الثلالة على " الترغيب " ( 1/ 513/ 971 ) في تعليقهم عليه:
                  "رواه الطبراني في كتاب " الدعاء " ( 310 ) ".
                  فهو من تخاليطهم ؛ لأن الرقم المذكور إنما هو رقم حديث الترجمة - كما تقدم -، فهل هو وهم من أوهامهم الكثيرة، أم هو التظاهر بالبحث والتدقيق ؟! وهم من أبعد المعلقين عنه. والله المستعان.

                  تعليق

                  • أحمد علي
                    عضو جديد

                    • 7 - 6 - 2006
                    • 1533

                    #10
                    رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء

                    6733 - ( قُلْ كُلَّ يَوْمٍ حِينَ تُصْبِحُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ! لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَمِنْكَ وَإِلَيْكَ. اللَّهُمَّ! مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ، أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ، أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ، فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْهِ، مَا شِئْتَ، كَانَ، وَمَا لَمْ تَشَأْ، لَمْ يَكُنْ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ! وَمَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلَاةٍ، فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتَ، وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعْنَةٍ، فَعَلَى مَنْ لَعَنْتَ، إِنَّكَ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) الحديث بطوله.
                    قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

                    ضعيف.
                    أخرجه أحمد ( 5/ 191 ): ثنا أبو المغيرة: ثنا أبو بكر: ثنا ضمرة ابن حبيب بن صهيب عن أبي الدرداء عن زيد بن ثابت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه دعاء، وأمره أن يتعاهد به أهله كل يوم، قال:... فذكره.
                    وأخرجه الطبراني في " الكبير " ( 5/ 128/4803 ) و " الدعاء " ( 2/ 942/ 321 )، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 17/ 45 )، وكذا الحاكم ( 1/516 - 517 )، ومن طريقه البيهقي في " الدعوات الكبير " ( 1/ 28 - 29/ 42 ) ؛ كلهم من طريق أبي المغيرة، غير الحاكم فمن طريق عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم به ؛ إلا أن عيسى لم يذكر ( أبا الدرداء ) في إسناده، وكذلك أبو المغيرة في " دعاء الطبراني "! وقال الحاكم:
                    " صحيح الإسناد "! ورده الذهبي بقوله:
                    " قلت: أبو بكر ضعيف ؛ فأين الصحة ؟! ".
                    قلت: وقد توبع، لكنه مضطرب - كما تقدم -، فإن سلم منه ؛ ففيه انقطاع - كما سأبينه - ؛ فقال الطبراني في "الكبير" ( 5/ 174 - 175/ 4932 ) و" الدعاء " ( 2/ 941/ 320 ): حدثنا بكربن سهل: ثنا عبد الله بن صالح: حدثني معاوية بن صالح عن ضمرة بن حبيب عن زيد بن ثابت به مطولاً.
                    قلت: وهذا إسناد ضعيف منقطع، أما الضعف فلما هو معروف من الكلام في ( عبد الله بن صالح )، وهو: كاتب الليث.
                    وبكر بن سهل - وهو: الدمياطي -: قال الذهبي في " الميزان ":
                    " حمل الناس عنه، وهو مقارب الحال. قال النسائي: ضعيف ". وقال في " المغني ":
                    " متوسط، ضعفه النسائي ".
                    واتهمه في " الميزان " بوضع قصة، وساق له حديثاً منكراً، لكن الحافظ ذكر له في " اللسان " متابعاً، وقال:
                    " وقال مسلمة بن قاسم: تكلم الناس فيه، ووضعوه من أجل الحديث الذي حدث به ( ... ) عن مسلمة بن مخلد رفعه: أعروا النساء يلزمن الحجال ".
                    قلت: من أحاديثه المنكرة التي تفرد بها - كما تقدم بيانه في المجلد السادس برقم ( 2827 ) -.
                    ولما ترجمه الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( 21/ 135 ) ؛ ذكر تضعيف النسائي له، ولم يزد.
                    وجملة القول فيه: أنه ضعيف لا يحتج به ؛ لعدم وجود مخالف للنسائي، مع العلم أن الجرح مقدم على التعديل لو وجد ؛ ولذلك فإني أقول:
                    لقد تساهل الحافظ المنذري بتصديره الحديث بقوله في " الترغيب " ( 1/232/ 29 ):
                    " وعن ليد بن ثابت... ".
                    وبسكوته عن إعلاله بقوله في تخريجه:
                    "رواه أحمد والطبراني والحاكم وقال: صحيح الإسناد. وروى ابن أبي عاصم منه إلى قوله: ( بعد القضاء ) (1) ".
                    كما تسامح الهيثمي بقوله ( 10/ 173 ):
                    " رواه أحمد والطبراني.، وأحد إسنادي الطبراني رجاله وثقوا، وفي بقية الأسانيد أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف ". ووجه التسامح إطلاقه قوله في رجاله: " وثقوا ".. فإنه يوهم أن ( بكر بن سهل ) له موثق من الحفاظ المتقدمين، كابن حبان، فإنه كثير الاستعمال لقوله هذا فيمن وثقهم ابن حبان، وهذا لم يوثقه أحد منهم لا هو ولا غيره، ولربما عنى هنا قول الذهبي المتقدم: " متوسط "، وقد عرفت ما فيه.
                    ثم إنه قد خفي عليه وعلى كل من وقفت على تخريجه لهذا الحديث الانقطاع الذي وعدت ببيانه ؛ فأقول:
                    لقد توفي زيد بن ثابت سنة ( 48 )، وتوفي ضمرة بن حبيب سنة ( 130 ) ؛ - كما جاء في " التهذيب " وغيره - ؛ فبين وفاتيهما ( 82 ) صنة، وهذا يعني أنه ولد بعد وفاة ( زيد ) رضي الله عنه، أو على الأقل كان صغيراً، ومثله يقال - وأولى - في روايته الأولى عن أبي الدرداء ؛ لأن هذا توفي في نحو سنة ( 35 )، في خلافة عثمان رضي الله عنه.
                    ومن هذا التحرير والتحقيق يتبين أنه لا وجه لتحسين الحديث مطلقاً - كما فعل المعلق على " الدعاء " ( 2/ 941، 942 )، والمعلق على " مختصر استدراك الحافظ الذهبي " ( 1/ 428 )، فضلاً عن المعلقين الثلاثة على " الترغيب
                    والترهيب " ( 1/ 516 ) الذين لا يحسنون حتى النقل! -.
                    ولا بد لي بهذه المناسبة من أن أعترف بأنني كنت قد حسنت الحديث في " صحيح الترغيب "، تبعاً للمنذري، ثم الهيثمي الذي كنت نقلت كلامه على نسختي من " الترغيب " ؛ لعدم وقوفي يومئذ على الإسناد الثاني للطبراني الذي
                    أشار إليه الهيثمي، فكان لا بد لي في هذه الحالة من الاعتماد عليهما، إعمالاً مني للقاعدة التي كنت وضعتها في الحكم على الأحاديث ( ص رقم 35 )، وخلاصتها: الاعتماد على المنذري في التصحيح والتضعيف، حينما لا تطول يدي المصدر الذي عزا الحديث إليه. ومن هنا يظهر الفرق بيني وبين من حسَّن الحديث وقد وقف على إسناديه!! والحمد دته على توفيقه وأسأله المزيد من فضله.
                    __________
                    (1) يعني. في الجملة التي تلي آخر ما ذكرت من الحديت، وهي: " اللهم! اني أسالك الرضا بعد القضاء ". وكتاب ابن أبي عاصم ؛ لم أقف عليه، وأظنه " الدعاء " له.

                    تعليق

                    • أحمد علي
                      عضو جديد

                      • 7 - 6 - 2006
                      • 1533

                      #11
                      رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء



                      2048 - " كان إذا أصبح قال : أصبحنا وأصبح الملك لله عز وجل ، والحمد لله ،
                      والكبرياء والعظمة لله ، والخلق والأمر ، والليل والنهار ، وما سكن
                      فيهما لله عز وجل ، اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحا ، وأوسطه نجاحا ، وآخره
                      فلاحا ، يا أرحم الراحمين " .
                      قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

                      ضعيف جدا
                      أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب " ( 472/530 ) ، وابن السني في " عمل اليوم
                      والليلة " ( 14/36 ) ، والطبراني في " الدعاء " ( 2/928/296 ) ، وابن عدي في
                      " الكامل " ( 6/26 ) من طرق عن أبي الورقاء : حدثنا ابن أبي أوفي قال :
                      فذكره .
                      ( تنبيه ) : وقع هذا الحديث في " مصنف ابن أبي شيبة " ( 10/239/9326 ) بالسند
                      التالي : حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن
                      عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه قال : فذكره .
                      وهذا إسناد جيد ، ولكنه لمتن آخر لفظه :
                      " كان إذا أصبح قال : أصبحنا على فطرة الإسلام ، وكلمة الإخلاص .. " الحديث .
                      هكذا رواه ابن أبي شيبة أيضا في مكان آخر ( 9/77/6591 ) ، وأحمد وغيره بهذا
                      الإسناد نفسه ، وهو مخرج في " الصحيحة " ( 2919 ) ، فالظاهر أنه دخل على
                      الناسخ أوالطابع حديث في حديث ، ولم يتنبه لهذا المعلق على " الدعاء " ، فجرى
                      على الظاهر ، وذكر ما يمكن أن يكون شاهدا لحديث الترجمة ! فاقتضى التنبيه .

                      تعليق

                      • أحمد علي
                        عضو جديد

                        • 7 - 6 - 2006
                        • 1533

                        #12
                        رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء



                        4274 - ( وجهنا - صلى الله عليه وسلم - في سرية فأمرنا أن نقرأ إذا أمسينا وإذا أصبحنا : (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً ...) الآية ، فقرأنا ، فغنمنا وسلمنا ) .
                        قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

                        ضعيف
                        أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (27-28/ 75) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (2/ 153-154/ 726) من طريق يزيد بن يوسف بن عمرو : حدثنا خالد بن نزار : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن المنكدر ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه قال : فذكره .
                        قلت : وهذا إسناد رجاله ثقات ؛ على ضعف يسير في خالد بن نزار ، غير يزيد ابن يوسف بن عمرو ، فإني لم أجد له ترجمة ، وأستبعد أن يكون (يزيد بن يوسف الرحبي الدمشقي) ؛ فإنه في طبقة (خالد بن نزار) هذا ، ولم يذكر في الرواة عنه . ومع ذلك فالحافظ ذكر الحديث في ترجمة (إبراهيم بن الحارث التيمي) والد (محمد بن إبراهيم) هذا ، وقال :
                        "أخرجه ابن منده من طريق لا بأس بها عن محمد بن إبراهيم التيمي .. الحديث" . وقال عقبه :
                        "فإن ثبت هذا فإبراهيم عاش بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -" .
                        قلت : يشير إلى أن قوله في السند "عن أبيه" لا يعني جده الحارث بن خالد ؛ كما قال بعضهم . والله أعلم .

                        تعليق

                        • أحمد علي
                          عضو جديد

                          • 7 - 6 - 2006
                          • 1533

                          #13
                          رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء

                          5606 - ( إذا أصبح أحدكم فليقل : أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين ، اللهم إنى أسألك خير هذا اليوم : فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه ، وأعوذ بك من شر ما قبله وشر ما بعده . ثم إذا أمسى ، فليقل مثل ذلك ) .
                          قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

                          ضعيف
                          . أخرجه أبوداود ( 5084 ) ، والطبرانى فى " الكبير " ( 3 / 296 /3453 ) و " مسند الشاميين " ( ص333 ) عن محمد ابن إسماعيل : حدثنى أبى - قال ابن عوف : ورأيته فى أصل إسماعيل - قال : حدثنى ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبى مالك مرفوها .

                          قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
                          الأولى : ضعف محمد ابن إسماعيل .
                          والأخرى : الانقطاع بين شريح وأبى مالك .
                          أما الأولى : فقال المنذرى فى " مختصر السنن " ( 6 / 341 ) :
                          " فيه محمد بن إسماعيل بن عياش وأبوه ، وكلاهما فيه مقال " !
                          قلت : لايستويان فأبوه ثقة فى روايته عن الشاميين وهذه منها ، فالعلة من ابنه ، وقد ضعفه أبوداود نفسه فى رواية الآجرى عنه ، قال :
                          " سئل أبوداود عنه ؟ فقال : لم يكن بذاك ، قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو حى ، وسألت عمرو بن عثمان عنه ؟ فذمه " .
                          وذهل النووى عن هذا ، فقال فى " الأذكار " : " لم يضعفه أبوداود " !
                          ورد الحافظ فى " نتائج الأفكار " بقوله " ق171 / 2 ) :
                          " هذا حديث غريب ، ورواته موثقون ، إلا محمد بن إسماعيل فضعفه أبوداود وقال أبو حاتم الرازى : " لم يسمع من أبيه شيئا " لكن أبوداود لما أخرجه استظهر بقول شيخه محمد بن عوف : قرأته فى كتاب إسماعيل بن عياش .قلت ومع ضعف محمد فقد خالفه الحفاظ عن أبيه فى سنده " .
                          قلت ثم ساقه من طرق عن إسماعيل بن عياش : ثنا محمد بن زياد الألهانى عن أبى راشد الحبرانى قال : أتيت عبد الله بن عمرو فذكر الحديث بلفظ آخر يختلف عن هذا كل الإختلاف ، ليس فيه مما فى هذا إلا أنه من أذكار الصباح والمساء ، فلفظه :
                          " يا أبا بكر ! قل : اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، رب كل شىء ومليكه ، أعوذ بك من شر نفسى ، ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسى سوءا ، أو أجره إلى مسلم " .
                          وهومخرج مع غيره مما فى معناه فى " الصحيحه " ( 2763 ) وقد حسنه الحافظ ، ثم قال :
                          " وعجبت من عدول الشيخ عن هذه الطريق القوية إلى تلك الطريق الضعيفة " .
                          وأما الإنقطاع فقد قال بن أبى حاتم فى " المراسيل " ( ص60 ) عن أبيه :
                          " شريح بن عبيد لم يدرك أبا أمامة ، ولا الحارث بن الحارث ، ولا المقداد " .
                          قال : وسمعته يقول :
                          " شريح بن عبيد عن أبى مالك الأشعرى ، مرسل " .
                          ونحوه ماذكره المزى فى " التهذيب " : أن محمد بن عوف سئل : هل سمع شريح من أبى الدرداء ؟ فقال : لا . قيل له : فسمه من أحد من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم قال : ما أظن ذلك ، وذلك أنه لا يقول فى شىء من ذلك : سمعت . وهو ثقة " . قلت : وقد أخرج الطبرانى ( 3 / 291 - 298 ) لشريح عن أبى مالك أربعة وعشرين حديثا عامتها بهذا الإسناد عنه ، لم يقل أيضا فى شىء منها : سمعت أبا مالك !
                          ولذلك تعقب المزى الحافظ ابن حجر فى " تهذيبه " فقال عقب ما سبق عن أبى حاتم :
                          " وإذا لم يدرك أبا أمامة الذى تأخرت وفاته ( يعنى : إلى سنة 86 ) فبالأولى أن لا يكون أدرك أبا الدرداء ( مات فى حدود سنة 35 ) ، وإنى لكثير التعجب من المؤلف كيف جزم بأنه لم يدرك من سمى ههنا ، ولم يذكر ذلك فى المقداد وقد توفى قبل سعد بن أبى وقاص ( مات سنة 33 ) وكذا أبوالدرداء ، وأبو مالك الأشعرى وغير واحد ممن أطلق روايته عنهم " .
                          قلت : وأنا بدورى أتعجب منه كيف نسى هذا الذى تعقبه على المزى ، فلم يعل الحديث بهذه العلة الثانية ، ألا وهى الإنقطاع ، بينما تنبه له فى حديث آخر خرجته فيما سبق من هذه السلسله ( 1510 ) . فأعله فى " التلخيص الحبير " ( 3 / 141 ) بالإنقطاع ، وصرح فى " تخريج أحاديث المختصر " ( ق24 / 1 ) - تبعا للزركشى فى " المعتبر " ( ص58 ) - بأن العلة القادحة هى قول أبى حاتم الرازى : لم يسمع شريح بن عبيد عن أبى مالك الأشعرى ! !
                          ولكن لا عجب فهذه طبيعة الإنسان ، ألا وهى النسيان ، فقد وقعت أنا فى مثل ما وقع هو فيه من السهو ، فقد أوردت حديثا فى " الصحيحة " برقم ( 1817 ) وصححته تبعا للحاكم الذهبى ، وهو من هذا الوجه المنقطع ! ومثله الحديث ( 225 - الصحيحة ) بينما تنبهت لإنقطاعه فى حديث آخر ذكرته شاهدا تحت الحديث ( 1502 ) : ولذلك قررت نقل الحديث ( 225 ) من " الصحيحه " إذا لم أجد له شاهدا معتبرا ، وهو مما أستبعده ، فإن الحافظ استغربه أيضا فى " نتائج الأفكار " ( 34 / 1 ) ، وأعله بضعف محمد ابن إسماعيل ، ولم يتنبه أيضا لانقطاعه ولا لإستظهار أبى داود بقول شيخه ابن عوف : قرأته فى كتاب إسماعيل ابن عياش . فجل من لا يسهو ولاينسى ، وغفر لى خطئى وعمدى ، وكل ذلك عندى .
                          وروى أبوداود بهذا الإسناد حديثا آخر عن أبى مالك فى ( أذكار الصباح والمساء ) بلفظ :
                          " اللهم ! فاطر السماوات . . . . . . " .
                          ثم رأيت الحافظ العراقى فى " تخريج الإحياء " ( 1 / 297 - طبع الحلبى ) ذهل أيضا عن العلة ، فقال : " إسناده جيد " !

                          تعليق

                          • أحمد علي
                            عضو جديد

                            • 7 - 6 - 2006
                            • 1533

                            #14
                            رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء

                            حديث

                            (إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.....)

                            الشيخ طارق عاطف حجازي


                            وعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الْيَوْمِ فَتْحَهُ وَنَصْرَهُ وَنُورَهُ وَبَرَكَتَهُ وَهُدَاهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، ثُمَّ إِذَا أَمْسَى فَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ)).
                            تخريج الحديث وتحقيقه:
                            إسناده ضعيف: أخرجه أبو داود (5084)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (3453)، وفي ((مسند الشاميين)) (1675)، والحافظ ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) من طريق محمد بن إسماعيل حدثني أبي حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك به.قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث غريب، أخرجه أبو داود عن محمد بن عوف عن محمد بن إسماعيل بن عياش، ومحمد بن إسماعيل المذكور ضعيف.
                            وقال أبو حاتم الرازي: لم يسمع من أبيه شيئاً.
                            وقول الشيخ - يعني النووي -: إن أبا داود لم يضعفه كأنه يريد عقب تخريجه في ((السنن)) وإلا فقد ضعفه خارجها.قال أبو عبيد الآجري في أسئلته لأبي داود: سألته عنه فقال: لم يكن كذلك.قلت: أي الحافظ وكأن أبا داود سكت عنه؛ لأنه ذكر عن شيخه محمد بن عوف أنه رأى الحديث المذكور في كتاب إسماعيل بن عياش، فكأنه تقوى عنده بهذه الوجادة.قلت (طارق): وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين شريح ـ وهو ابن عبيد ـ وبين أبي مالك الأشعري، ومحمد بن إسماعيل ـ وهو ابن عياش ـ ضعيف.ومع ذلك فقد حسن الحديث: العراقي في ((تخريج الإحياء)) (1/ 289)، وابن القيم في ((زاد المعاد)) (2/ 373)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (352)، ثم ضعفه بعد ذلك في ((ضعيف سنن أبي داود)) (1087)، والشوكاني في ((تحفة الذاكرين)) (ص96)، والله أعلم.

                            تعليق

                            • أحمد علي
                              عضو جديد

                              • 7 - 6 - 2006
                              • 1533

                              #15
                              رد: أحاديث لاتصح في أذكار الصباح والمساء

                              5286 - ( من قال إذا أصبح وإذا أمسى : حسبي الله لا إله إلا هو ؛ عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم ؛ سبع مرات ؛ كفاه الله ما أهمه ، صادقاً كان أو كاذباً ) .
                              قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

                              منكر
                              أخرجه أبو داود (5081) - عن يزيد بن محمد الدمشقي - ، وابن عساكر في "التاريخ" (10/ 146/ 2) - من طريق أبي زرعة وإبراهيم بن عبد الله بن صفوان - ثلاثتهم قالوا : حدثنا عبد الرزاق بن عمر بن مسلم - زاد يزيد بن محمد الدمشقي : وكان من ثقات المسلمين من المتعبدين - : أخبرنا مدرك بن أبي سعد (وقال يزيد : ابن سعد ، شيخ ثقة) عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال : ... فذكره موقوفاً عليه .
                              وخالفهم أحمد بن عبد الله بن عبد الرزاق المقرىء فقال : أخبرنا جدي عبد الرزاق ابن عمر بإسناده المذكور عن أبي الدرداء مرفوعاً .
                              أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم 71) ، وابن عساكر (10/ 157/ 1) من طريقين عنه ؛ إلا أن ابن السني لم يذكر فيه قوله :
                              "صادقاً كان أو كاذباً" .
                              وكذلك لم يذكر هذه الزيادة في رواية أبي داود الحافظ ابن كثير في "التفسير" ، والسيوطي في "الدر المنثور" (3/ 297) . ولما ذكرها ابن كثير من رواية ابن عساكر الأولى الموقوفة ؛ قال :
                              "وهذه زيادة غريبة" . ثم قال في حديث ابن عساكر هذا المرفوع - وفيه الزيادة - .
                              "وهذا منكر ، والله أعلم" .
                              وجملة القول في هذا الحديث : أن إسناد الموقوف رجاله ثقات ، بخلاف المرفوع ؛ فإن مداره على أحمد بن عبد الله بن عبد الرزاق المقرىء ، ولم أعرفه ، ولا ذكره ابن الجزري في "غاية النهاية في طبقات القراء" .
                              ومع ذلك ؛ فقد خالف الثقات الذين أوقفوه ؛ كما رأيت ، فحري بمثله أن يكون ما رفعه منكراً .
                              وأما قول المنذري في "الترغيب" (1/ 227) :
                              "رواه أبو داود هكذا موقوفاً ، ورفعه ابن السني وغيره ، وقد يقال : إن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد ، فسبيله سبيل المرفوع" !
                              فأقول : ذلك من الممكن بالنسبة لأصل الحديث ، بخلاف الزيادة ؛ فإنها غريبة منكرة ؛ كما قال ابن كثير ، وهو ظاهر جداً ؛ إذ لا يعقل أن يؤجر المرء على شيء لا يصدق به ، بل هذا شيء غير معهود في الشرع . والله أعلم .
                              ثم رأيت الحديث قد روي مرسلاً بلفظ :
                              "من قال : حسبي الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم ؛ قال الله عز وجل : لأكفين عبدي ؛ صادقاً كان أو كاذباً" .
                              أخرجه الطبراني في "الدعاء" (ق 118/ 2) ، وعنه عبدالغني المقدسي في "السنن" (235/ 1) من طريق هشام بن عمار : حدثنا مدرك بن أبي سعد الفزاري عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ... فذكره .
                              وهذا إسناد مرسل ، رجاله ثقات ؛ على ضعف في هشام بن عمار ؛ فإنه كان يتلقن .
                              فهذه على أخرى في الحديث ؛ وهي الإرسال والاضطراب في متنه . والله سبحانه وتعالى أعلم .
                              وأما المقدسي فقال :
                              "هذا حديث مرسل ، ورجاله كلهم ثقات" !

                              تعليق

                              يعمل...